صدر للناقد المغربي عبد المالك أشهبون كتاب "تطريز الحكاية في المقامات" في 121 صفحة من القطع المتوسط، مع مجلة "تراث" الإماراتية، عدد يونيو 2013، وضمن سلسلة"كتاب تراث" (العدد 17)، التي يصدرها نادي تراث الإماراتي.
ويعتبر الناقد أنه ليس الهدف من هذا الكتاب، هو التقصي المستفيض في أصل المقامات، أو البحث في قضايا انتشارها شرقا وغرباً، أو مدى تأثيرها في الآداب الأجنبية، أو طبيعة امتدادها حتى عصرنا الحالي في شتى مناحي أدبنا العربي المعاصر...الخ. فهذه القضايا ــ من وجهة نظره ــ استهلكت حبرا غزيراً، وقيل فيها الكثير؛ وبالتالي، فإن جوهر مسعاه هو في هذا الكتاب، هو فتح آفاق نقدية جديدة في مقاربة عوالم المقامة الرحبة، من خلال تغيير زاوية النظر إلى نصوصها التي يُفترض فيها أنها حمَّالَة بنيات وقيم فنية وجمالية منقطعة النظير.
وقد انطلق الناقد في تأليف هذا الكتاب من فرضية مركزية مفادها أن المقاميين لم يقدموا على تأليف مقامتهم لتعليم الناشئة أساليب البلاغة، وفنون القول فحسب، وهو ما كان متداولا على نطاق واسع من قبل، بل أبدعوا، موازاة مع ذلك وفي تواشج معه، فنًّا قصصيًّا مشوِّقاً وممتعاً لا يقل متعة وفائدة. من هنا، وجدنا أن الغاية السردية وحدها، جديرة بأن يُفْرد لها بحث، بل بحوث مستقلة، وفي إطار هذه الغاية بالذات يندرج هذا الكتاب.